أخبار + منشورات

ما هو لقاح سينوفارم الجديد المعتمد من دولة الإمارات العربية المتحدة وكيف يعمل؟

وافقت دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة الأكثر تلقيحًا في العالم ضد كوفيد-19، على لقاح آخر من شركة سينوفارم الصينية، لاستخدامه كمعزز للمناعة ضد الفيروس.

وكما ورد في صحيفة ذا ناشونال، أعطت وزارة الصحة ووقاية المجتمع موافقة طارئة هذا الأسبوع للقاح المؤتلف القائم على البروتين قبل بدء العمل به المقرر في الشهر المقبل.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن التجارب السريرية في الإمارات أظهرت أن اللقاح حفز استجابة مناعية ولم ينتج عنه أي آثار جانبية.

وكان من بين المشاركين في التجارب أشخاص تلقوا سابقًا جرعتين من لقاح سينوفارم المعطل، والذي استخدم على نطاق واسع في الإمارات.

هنا نلقي نظرة على جرعة لقاح سينوفارم الجديدة.

 

ما هو اللقاح المؤتَلَف القائم على البروتين ؟

تشير كلمة المؤتلف إلى حقيقة أن الهندسة الوراثية قد تم استخدامها لإنتاج لقاح سينوفارم الجديد.

عادةً ما يتضمن ذلك إدخال مادة وراثية من مسببات المرض في المادة الوراثية لكائن حي آخر، مثل الخميرة أو البكتيريا.

يؤدي هذا إلى إنتاج الكائن المعدل وراثيًا، وهي بروتينات فيروس كورونا والتي يتم استخلاصها وتنقيتها وإدراجها كجزء من المكون النشط للقاح

عندما يتم إعطاء اللقاح، يتعرف الجهاز المناعي على بروتينات فيروس كورونا- وهي مضادات – على أنها أجسام “غريبة” ويستجيب عن طريق إنتاج أجسام مضادة ومواد أخرى لاستخدامها ضد هذه البروتينات.

إذا أصيب متلقي اللقاح لاحقًا بفيروس كورونا، فإن الاستجابة المناعية المبكرة للقاح تعني أن الجهاز المناعي جاهز ويجب أن يكون أكثر قدرة على الدفاع ضد مسببات المرض.

 

 

هل اللقاحات المؤتلفة القائمة على البروتين جديدة؟

هل اللقاحات المؤتلفة القائمة على البروتين جديدة؟

على عكس لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، مثل لقاحات Moderna و Pfizer-BioNTech، تم بالفعل إعطاء اللقاحات القائمة على البروتين المؤتلف للأفراد قبل ظهور فيروس كورونا.

كان أول لقاح يعتمد على مفهوم الحمض النووي المؤتلف واحدًا ضد التهاب الكبد ب، والذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1986م.

وبالنسبة لهذا اللقاح، يتم إنتاج المضادات بواسطة خلايا الخميرة التي تحتوي على جينات لمضاد التهاب الكبد ب السطحي (HbsAg) والتي يتم إدخالها في مادتها الوراثية.

يتم أيضًا إنتاج بعض لقاحات الأنفلونزا باستخدام التكنولوجيا المؤتلفة.

في هذه الحالة، تنتج الخلايا “المضيفة” الهيماجلوتينين، وهو بروتين سطحي للإنفلونزا.

هناك أشكال أخرى أقدم من التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج اللقاحات، فعلى سبيل المثال، اللقاحات الخاملة، تم استخدامها على مدار أكثر من قرن، هذه اللقاحات غالبًا ما يتم إنتاجها عن طريق إنتاج أعداد كبيرة من جزيئات الفيروس قبل تعطيلها بالمواد الكيميائية أو الحرارة أو الإشعاع، وقد يحتوي اللقاح على الفيروس بأكمله أو بعض من مكوناته فقط.

 

 

ما مدى فائدة اللقاحات المؤتلفة القائمة على البروتين؟

وفقًا للبروفيسور جون أكسفورد، الأستاذ الفخري لعلم الفيروسات بجامعة كوين ماري في لندن والمؤلف المشارك لكتاب علم الفيروسات البشرية، تعتبر اللقاحات المؤتلفة القائمة على البروتين المؤتلف “مفيدة للغاية ومبتكرة للغاية”.

وقال البروفيسور: “أنا شديد الإعجاب بهذه التكنولوجيا المتطورة بأكملها، وأُكن الاحترام لسينوفارم والشركات الأخرى في الصين، إنها شركات محترفة وراسخة”.

وأضاف أنه من الجيد إنتاج لقاحات التي تعتمد على عدة أنواع من التكنولوجيا لمكافحة كوفيد-19، بما في ذلك لقاحات mRNA واللقاحات المعطلة واللقاحات القائمة على البروتين المؤتلف.

وصرح البروفيسور: “نحن لا نعرف كل خصائص وتداعيات هذه اللقاحات المختلفة ضد كوفيد، فقد ينتج البعض استجابة مناعية سريعة، والبعض الآخر استجابة مناعية بطيئة.”

“البعض [قد ينتج] [استجابة] قوية جدًا، بما في ذلك الخلايا التائية [نوع من أنواع الخلايا المناعية] وكذلك الخلايا البائية [التي تنتج الأجسام المضادة]، والبعض الآخر قد تنتج عنه استجابة بطيئة ولكنها طويلة الأمد، لذا هناك الكثير من اختلافات وجهات النظر حول هذا الموضوع، ولكن التجربة هي ما ستحسم الأمر لنكتشف اللقاح الأفضل”.

 

ما هي لقاحات كوفيد-19 الأخرى التي أنتجتها شركة سينوفارم؟

شركة سينوفارم، الاسم التجاري لمجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية، هي واحدة من أهم المنتجين للقاحات كوفيد-19.

تنتج الشركة لقاحين معطلين ضد فيروس كوفيد-19، أحدهما يسمى BBIBP-CorV (المعروف باسم BIBP)، والذي تم تقييمه خلال التجارب السريرية في الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.

بواسطة هذا اللقاح، يتم إنتاج أعداد كبيرة من جزيئات فيروس كورونا باستخدام خلايا فيرو- وهي نوع من الخلايا المزروعة في المختبر-  قبل إبطال مفعول جزيئات الفيروس أو قبل أن يتم تعطيلها عن طريق العلاج الكيميائي.

كما تلقى العديد من الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة الذين تلقوا هذا اللقاح في الإمارات جرعة من لقاح Pfizer-BioNTech mRNA كمعزز.

في أبريل، ذكرت وسائل الإعلام أن مجموعة بيوتيك الوطنية الصينية وهي شركة تابعة لشركة سينوفارم، قد تلقت الموافقة على بدء التجارب البشرية على لقاح فيروس كورونا القائم على البروتين.

وبعد مرور خمسة أشهر، أي في سبتمبر، كشفت شركة سينوفارم النقاب عن أربعة لقاحات ضد كوفيد-19 من “الجيل الثاني” المصممة لتكون أكثر فعالية ضد متحوري فيروس كورونا بيتا ودلتا.

كانت هذه اللقاحات الأربعة من ثلاثة أنواع: الفيروس الخامل، والـ mRNA، والمؤتلف القائم على البروتين، وهو النوع الذي تدعمه دولة الإمارات تقنيًا منذ طرحه.

 

أين سيُصنَّع اللقاح الجديد؟

ورد في صحيفة ذا ناشونال أن لقاح سينوفارم الجديد، الذي سيتم استخدامه اعتبارًا من يناير 2022، يتم إنتاجه بواسطة حياة بيوتيك.

حياة بيوتيك هي مشروع مشترك بين سينوفارم وG42، وهي شركة تقنية مقرها أبو ظبي.